مجلة لوغوس

الآخر – الأنثى في فلسفة إيمانويل ليفيناس
Free

الآخر – الأنثى في فلسفة إيمانويل ليفيناس

  • 00:00:00
  • نادية درقام

ملخص بالعربية:  

يطرح ليفيناس رؤية جديدة عن علاقة الأنا بالآخر تؤطرها الايتيقا وفق المنهج الفينومينولوجي، حيث تلزم الأنا بمسؤولية أخلاقية اتجاه الآخر. والآخرية يشتد ظهورها في الأنثى،فرغم  ضعف الأنثوي حسب ليفيناس إلا أن اللغز الذي تنسحب خلفه وتواريها وراء الحياء يحول دون امتلاكها. رغم أن حقيقة امتهان الأنثى والتي تدافع عنها الحركات النسوية موجودة ولا ينكرها ليفيناس إلا أنه يرى أن قضية امتهان الأنثى لا تلغي لا لغزها ولا حياءها. بل هي إحدى العلاقات الممكنة. لكن العلاقة المطلوبة ايتيقيا مع الآخر الأنثوي هي علاقة الحب العلاقة المسؤولة التي تحول دون انتهاك حريتها ومحاولة التحكم فيها والسيطرة عليها بسبب ضعفها. 

مقدمة:

إن حركة التفلسف التي مرت بمراحل إلى أن وصلت إلى العصر الراهن، شهدت انتكاسات أدت إلى تبني دعوة نهاية الفلسفة وذلك انطلاقا من كونها نسقا كليا للتفكير، فثارت الكثير من الفلسفات المعاصرة على نموذج التقليدي للتفكير الفلسفي وعلى العكس من ذلك نجد الفيلسوف الفرنسي إيمانويل ليفيناس (1906-1995) يدعو إلى التمسك بالفلسفة الكلاسيكية ويعطي قيمة للفلسفة الأولى ويشيد بالسؤال الأول الذي ظهرت به الفلسفة كنسق فكري للوجود ، وبنفس الاهتمام نجده يقبل على المناهج الفلسفية المعاصرة لاسيما المنهج الفينومينولوجي التي أصبحت فلسفته تنتمي إليه، وبين تبني ليفيناس للفلسفة الأولى و الفينومينولوجيا المعاصرة نجده يشتهر بالايطيقا التي أصبحت السمة البارزة لفلسفته. فالايطيقا بالنسبة له هي الفلسفة الأولى رغم شهرة الميتافيزيقا والانطولوجيا تاريخيا أنهما يمثلان الفلسفة الأولى.أراد ليفيناس أن يقدم قراءة جديدة للفلسفة الأولى انطلاقا من قراءة شاملة لتاريخ التفكير الفلسفي.

نستطيع أن نقول أن ليفيناس استطاع أن يعيد الاعتبار للكثير من القضايا الفلسفية التي أهملت حيث نقلها من الهامش إلى مركز الاهتمام وأعطى للسؤال الفلسفي الذي  يشكل المرتكز الأساسي في ممارسة التفلسف. الأولوية، ولعل أكثر التساؤلات الفلسفية التي وقف عندها ليفيناس كانت حول الأنا والآخر أو الذاتية والغيرية حتى أصبح يعرف بفيلسوف الأنا والغيرية. واقترنت  الآخرية عنده بمفهوم خاص للأنثى، من هنا نتسائل من هو الآخر  وكيف تكون علاقته ب "الأنا"عند ليفيناس؟ ما علاقة الايتيقا برؤية الآخر في فلسفة ليفيناس؟ كيف يتوارى الأنثوي في الغيرية ؟ ما علاقة الأنثى بفينومينولوجيا الوجه عند ليفيناس؟

2.مدخل مفاهيمي:

يسود الخطاب المعاصر الكثير من المصطلحات  التي أصلت للكثير من المشاريع  الفلسفية المعاصرة ،ولعل مصطلح الآخر ومصطلح الأنثى أكثرها جدلا  والذي تأسس من خلال كل منهما على فلسفة قائمة بذاتها، فنجد هناك من يتبنى فلسفة قائمة على رؤية للآخر أو فلسفة  تتبنى مشروع  الأنثى لكن القليل منها من يجمع مشروعه الفلسفي بين رؤية للآخر  وللأنثى ،وهذا ما يبرز لنا قدرة ليفيناس الإبداعية التي ظهرت بوضوح في مشروعه الفلسفي الذي يعتني بمفهوم الآخر ومفهوم الأنثى في نفس الوقت. وقبل أن نستكشف رؤية ليفيناس الفلسفية لمفهوم الآخر ومفهوم الأنثى سنقف على  معنى كل منهما.

1.2مفهوم الآخر:

هناك محاولات كثيرة للتعريف بالآخر  تعكس الأبعاد المعرفية التي يختزنها المفهوم، لإن مفهوم" الآخر"، هو أحد مفاهيم الفكر الأساسية، شأنه في هذا شأن "أنا" أو "كينونة"، وبالتالي فهو يستعصي على التعريف، لأن التعريف يقوم على الوصف والمقارتة والتمييز والتحديد.[1]

اقترن لفظ الأنا في التدوال بلفظ الآخر، الآخر هو تعبير عام يغطي الحالات التي يعترف فيها بالاختلافات اللغوية والثقافية الأخرى والتي تشكل الأساس لهوية نحن.[2] لذلك فالآخر هو الغريب عنك ويتغاير معك في مقومات تحدد هويتك كاللغة والدين والعرق والجنس والجغرافيا وامتدت الغيرية لاختلاف الحالة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية وغيرها من مصادر التنوع في حياة البشر. يتعارض مفهوم "الآخر" مع فكرة "المماثل" او "المماهي"، إذ يتضمن معنى "المغاير" و"المختلف" و"المتباين" و"المتميز".[3]

تتدخل المغايرة في صميم التعريف بالآخر، وهذا ما وجدناه في الثقافتين الغربية والعربية ، كما اقترن تفسير مفهوم الآخر  بحضور تعريف الأنا ، إذ نجد الآخر صفة كل ما هو غير أنا، وفكرة الآخر بمعنى غير الأنا مقولة ابستيمولوجية ملخصها الإقرار بوجود خارج الذات العارفة أي كينونات موضوعية.[4] فالآخر يدخل عنصرا مقوما في صميم وجود الأنا وماهيتها، والأنا بذلك لا تكون إلا من خلال توقفها على الآخر واستقلالها في وقت واحد.[5] و ينعت الآخر بلفظ الغير. غير، ج آخر وأخريات ومن الكناية (أبعد الله الآخر)، أي من غاب عنا وليس منا.[6] في مقابلها "أنا " ضمير رفع للمتكلم والأنانة قولك أنا.[7]وهناك من يرى بأن المغايرة التي تتمظهر في الآخر تكون على مستوى الماهية  ومستوى العدد، إذ الآخر وهو  اسم خاص للمغاير بالشخص، بعبارة أخرى، اسم للمغاير بالعدد، وقد يطلق على المغاير في الماهية أيضا."[8]

يعرف الآخر في الثقافة العربية بالتمايز عن الأنا والمغايرة ، فنجد التعريف التالي:"فلو قلت: جاءني رجل وآخر معه لم يكن الآخر إلا من جنس الرجل بخلاف "غير"، فإنها تقع على المغايرة مطلقا  في جنس أو صفة، والجمع آخرون، ومؤنثة أخرى، ج أخريات وأخر."[9] أنا "ضمير رفع منفصل مذكرا ومؤنثا."[10]  نفس التحديد للآخر نجده في الثقافة الغربية، كالتعريف الآتي:"فيما يخص الأصل اللاتيني للكلمة"الآخر" هو Autre، بمعنى غير، ويقال: الناس الآخرون –Les autres."[11]

أصبح لفظ الآخر في مقابل الذات وفي موضع آخر  كل ماهو خارج الأنا وهو يختلف عن الفرد بما يعزز فرديته، لما كان الموجود الواعي إنما هو عبارة عن عملية اتصال ذهني و مشاركة فعالة مع بيئته الخاصة، فإن المرء حين يدرك مثل هذا الموجود إنما يدرك تلك العملية التي يتعامل بمقتضاها " الآخر " مع العالم.[12] يظهر أن وجود الآخر اقترن بوجود الذات،فالأخر هو الكلية المزدوجة للكينونة الذاتية، في علاقة الذات بالذات، ولا تنتهي إلا بانتهاء الوجود البشري في الزمان والمكان.

3.الأخر والايتيقا:

لم يكن تركيز ليفيناس على الأخلاق كمنحى اعتباطي يؤسس من خلاله لفلسفة تختلف عن سابقيه، حيث يعتبر "الأخلاق ليست فرعا من الفلسفة، وإنما هي الفلسفة الأولى."[13] بل سنجده المنحى الذي يؤصل من خلاله ليفينا س لفلسفة تؤكد على بناء العلاقات الإنسانية  على أسس جديدة، ولذلك فإن إعطاء ليفيناس الأولية للإيتيقا بدل الميتافيزيقا والأنطولوجيا أدى به إلى إعطاء الأولوية للآخر  بدل الذات، فالأخلاق تشير إلى مستوى ميتافيزيقي لا يمكن للأنطلوجيا بلوغه. وهو: الآخرية. بالتالي، إن أولية الأخلاق تقوم على أولية الآخر، وذلك بالتعارض مع الأولية التي تمنحها الأنطولوجيا للذات.[14]

تعتبر فلسفة ليفيناس تحول كبير  في مسار الفلسفة الغربية المعاصرة، فعن طريق الإتيقا التي انتصر لها ليفيناس رفض كل الفلسفات التي تدعو إلى التمركز حول الذات. هذه الأولية للأخلاق لا يمكن فهمها إلا في سياق دحض الأولية التي أعطاها هيدغر لمشروعه في "الأنطولوجيا الأساسية". كل كلمة كتبها ليفيناس كانت ضد هيدغر، الأمر الذي يمكن قراءته بسهولة منذ الصفحات الأولى من الزمان والآخر، أو حتى من العنوان الذي يمكن اعتباره ردا على الكينونة والزمان.[15]

يلعب الآخر دورا كيبر في الحد من الكينونة واعطاءها معنى في نفس الوقت،فعلى الرغم من كون الكينونة متناهية، لكنها بدون حدود. لذلك يصفها ليفيناس ب"الشر". إن خبرة الموجود بهذا اللا-تحدد تدعوه للهروب نحو الخارجانية، أي، نحو ما وراء الكينونة: نحو الآخر. فالآخر هو الذي يعطي معنى الكينونة ويحده معا.[16]

تميز ت الأخلاق عند ليفيناس بالتلقائية التي نتجت  عن لقاء الأنا بالآخر،فالأخلاق الليفيناسية حيادية أخلاقيا . إن الضابط الأخلاقي الوحيد في فلسفة ليفيناس هو لقاء الأنا مع الآخر، أي، ال وجها- ل-وجه. ينتج عن هذا اللقاء، وضع تلقائتي وحريتي موضع تساؤل وشك، وذلك نتيجة لغرائبية الآخر أو عدم إمكان اختزاله إلى الأنا.[17]

ينزع ليفيناس إلى ثقافة السلم التي ترتكز على رؤية خاصة للعلاقة بين الأنا والآخر،فالسلام المحض لا يحصل إلا عبر الهروب من الوجود من خلال العلاقة مع الآخر، وعبر مفهوم للذاتية يستند إلى خبرة فينومينولوجية يراها ليفيناس مبهرة: أن يكون بإمكان الذات احتواء أكثر مما يمكن احتواؤه:ذاتية مضيافة للآخر، ذاتية كضيافة.[18]

يتحقق السلام عند ليفناس  بالشرط الايتيقي فقط وفق نظرته للآخر،فالحرب محنة أخلاقية-كما يقول ليفيناس- وإنما تجعل من الأخلاق سخيفة. ويعرف السياسة كفن الفوز بالحرب عبر الوسائل كافة.[19]

4.الأنا والآخر:

يتبنى ليفيناس المنهج الفينومينولوجي في تحديد علاقة الأنا بالآخر.تأثر ليفيناس بفلسفة هوسرل الفينومينولوجية التي رفعت شعار الوعي القصدي، وقي هذا الصدد يصرح  ليفيناس:" إن فينومينولوجيا الهوسرلية في نهاية المطافهي جوهر الأشياء للوعي الخالص."[20]، وهو الذي يقول أيضا: "لازلت حتى اليوم فينومينولوجيا."[21]

يرقى الاقتران بالآخر أو الالتقاء به في فلسفة ليفيناس بما يعرف بالحدث كأهم تجربة يخوضها الإنسان على مستوى الزمان والمكان. لأن هذا الالتقاء يفتح له الآفاق الواسعة للتواصل والحوار للحياة والسلام، وهو الفرصة المتاحة للخروج من تقوقع الذات ، فوجود الآخر أمام الأنا هو فرصة لإنكار مركزية الأنا لكل وفتح المجال ليعش الأنا والآخر سويا.

ينتفض ليفيناس على كل الأطروحات السابقة له انطلاقا من الفلسفة اليونانية إلى غاية عصره التي حددت العلاقة مع الآخر بشكل خاطئ سواء الدعوة إلى المساواة الزائفة أو المساواة ضمن النظم الشمولية والذي نتج عنه ذوبان الأنا في الآخر،وحتى نتجنب هذا الذوبان دعى ليفيناس إلى علاقة تؤكد على وجود مسافة بين الأنا والآخر ، فهي علاقة انفصال لا علاقة دمج وهي بهذا تقر وجود عنصر الاختلاف بين الأنا والآخر وهي تحفظ حرية الذات وتحملها للمسؤولية اتجاه الآخر  وهذه العلاقة التي نعتها ليفيناس وجها لوجه، هي علاقة ايتقية.  يقول ليفيناس:"أن نتحدث مع الآخر هو في نفس الوقت أن نعرف الآخر ونجعله يعرفنا، فالآخر هنا ليس فقط معروفا بل وأيضا مرحبا به، ليس فقط مسمى بل وأيضا مدعو من طرفنا، أنا لا أفكر في كل ما هو بالنسبة إلي فقط بل وأيضا وفي الآن نفسه أفكر في كل ما هو بالنسبة إليه."[22]

تبنى علاقة الأنا بالآخر في فلسفة ليفيناس على الانفصال والاختلاف والوجه الذي يحدد الأنا من خلاله مسؤوليته اتجاه الآخرين، تلك المسؤولية التي لا يمكن الهروب منها حسب ليفيناس. فما أطلبه من نفسي لا يتقايس مع ما بوسعي طلبه من الآخر. أنتظر من نفسي أكثر مما أنتظر من الآخر. هذه الخبرة البسيطة تشير إلى لا تناظر ميتافيزيقي: استحالة أن أتحدث عن نفسي وعن الآخر بالمعنى نفسه، أي، استحالة تضمين الأنا والآخر ضمن كلانية واحدة. هذا اللاتناظر الميتافيزيقي يعود إلى علو الآخر. ولا يعني هذا العلو أن الآخر يمتلك قدرة تعلو قدرتي. على العكس، فالآخر هو "اليتيم والأرملة"- كما يقول ليفيناس في الزمان والآخر. علوه يعني خارجانيته، ويعني أنه لا يشكل جزءا من عالمي.[23] فالعلو هي صفة مميزة للآخر، "فالآخر هو العالي جدا، هو العلو ذاته."[24]

إن علو الآخر تحكم في طبيعة العلاقة مع  الأنا  وفرض عليها نوعا من المغايرة،فمن هذا العلو، ينتج أنه لا يمكن العلاقة بين الأنا والآخر أن تكون عكوسة، لأنه لا يوجد تقابل أو تناظر بين الأنا والآخر. كما لا يمكن أن تكون تضادا، وإلا شكل الآخر جزءا من الكل ولا يمكن أن تكون علاقة تملك أيضا، ولا تحديد: فالأنا لا تمتلك الآخر والآخر لا يحد الأنا.كما أنها لا يمكن أن تكون علاقة سلب، فالسالب والمسلوب ينتمون للنظام ذاته ويشكلان الكلانية. العلاقة الوحيدة هي اللاعلاقة، أو، الانفصال.[25]

رغم تميز علاقة الأنا بالآخر في فلسفة ليفيناس  بالانفصال إلا أن هناك تأثير وتأثر متبادل بينهما، يقول ليفيناس:" إني أنا نفسي بواسطة الآخر ومن أجل الآخر."[26]  لذلك يرى ليفيناس أن" التذلل يتحد مع العلو".[27] كما يقول :" إن العلاقة مع الآخر تتركني محل تساؤل، تستفزني، تفرغني من نفسي ولا تنفك تفزعني عندما تكتشف في منابعا جديدة دائما."[28] ويشير إلى الضغط الذي يمارس على الآخر فيواجهه بما أسماه بالمقاومة الاتيقية، وعن هذا يصرح قائلا: "من المؤكد أن الآخر يمنح نفسه لكل قدراتي ويقع تحت حيلي وجرائمي ويقاوم بكل قواه ومصادره غير المتوقعة حريته الخاصة... توجد خارجيته الحقيقية في نظرته التي تمنعني عن كل غزو. تتكون هنا علاقة مع مقاومة كبيرة مع الآخر المطلق، مع المقاومة الاتيقية."[29]

5.الآخر - الأنثى:

في مقابل الذكورة في فلسفة ليفيناس نجد الأنثى التي تقف على الضد تماما مع الذكر،وفي هذا الصدد يقول ليفيناس:" أعتقد أن الضد التضادي على الإطلاق، الذي لا يمكن لتضاديته أن تتأثر بشيء عبر العلاقة التي يمكن أن تقوم بينه وبين مقابله بل تسمح للحد بالبقاء آخرا على الإطلاق – هذا الضد هو الأنثوي".[30]

إذا كانت الذكورة والأنوثة تنعت بالجنس الذي يقول عنه ليفيناس:"إن الجنس sexe ليس فصلا نوعيا ما. فهو غير مشمول عبر التقسيم المنطقي إلى أجناس  وأنواع.[31] لذلك فهو لا يرى أي تناقض في مسألة تمايز الأجناس بل هذا الفصل هو مدعاة للقرب لا للبعد،فكما أن فصل الأجناس ليس تناقضا أيضا. فالتناقض بين الكينونة والعدم يقود من الواحد إلى الآخر، ولا يترك مجالا للبعد.[32]

يطرح ليفيناس مسألة مهمة عن طبيعة العلاقة التي تربط بين الجنسين وتجعل وجود كل جنس ضروري لوجود الآخر، فكما أن فصل الأجناس ليس ثنائية حدين متتامين، لأن الحدين المتتامين يفترضان كلا موجودا مسبقا.[33]

يقدم الأنثوي في فلسفة ليفيناس على أنه الضعيف ولا حيلة له وهذا ما يوحي بالتمركز حول الذكورة، لكن إذا وقفنا على رؤية ليفيناس  للأنثى وجدنا طرحا مميزا  بسبب  الفيمومينولوجيا التي يؤسس بها فلسفة جديدة للأنثى ترتكر على موقف ايتيقي من الآخر  يعطي تصور عن الأنثى يجمع فيه ليفيناس بين الضعف والقوة . فرغم ضعفها فهي تتقوى بفعل الحياء الذي تمارسه كسلطة الآخر على الأنا. هنا يصرخ ليفيناس،"ما يهمني في فكرة الأنثوي هذه، ليس ما لا يمكن معرفته فحسب، وإنما نمط وجود يقوم على التواري عن النور. الأنثوي حدث يختلف عن التعالي المكاني أو تعالي التعبير اللذين ينزعان إلى النور. إن نمط وجود الأنثوي هو الاختباء، وفعل الاختباء هذا هو الحياء بالضبط. كما أن آخرية الأنثوي لا تقوم على مجرد خارجانية للموضوع، ولا تنتج عن تعارض للإرادات. فالآخر ليس موجودا نلقاه ويشكل تهديدا لنا أو يريد تملكنا. ولا تعود حقيقة أنه عصي على قدرتنا إلى اقتدار أكبر من اقتدارنا.إنها الآخرية تلك التي وراء اقتداره كله، ولغزه يشكل آخريته."[34]

إذا كانت الذكورة تمثل الوضوح فإن الأنثوي يتمظهر بالغموض والإبهام، فيقترن الأنثوي بالحياء لأن الحياء هي طريقة الأنثوي في اللاوجود التي لا تقوم على إثارة الضد، فهي معدومة القدرة، فهو ينسحب داخل لغزه.[35]  إن حركة الغموض الذي تلف الأنثوي و تجعل ذاتها في لغز  مستمر هي التي تجعلها كائن قوي في هذا الوجود. الحركة هنا بالتالي معاكسة. يقوم تعالي الأنثوي على الانسحاب بعيدا، وهي حركة متعارضة مع حركة الوعي. لكن هذا لا يعني أنه غير واع أو ذو وعي باطن، ولا أرى تسمية أخرى ممكنة تناسبه غير اللغز.[36]

تتمظهر الآخرية  بشدة في الأنثوي حسب ليفيناس  لاقتران الحياء بالأنثوي،وفي حين يجد الموجود كماله في ال "ذاتي" و"الوعي"، تجد الآخرية كمالها في الأنثوي. صحيح أن مفردة الأنثوي من مرتبة مفردة الوعي، لكنها ذات وجهة معاكسة. لا يجد الأنثوي كماله ك كائن من خلال تعال نحو النور، وإنما من خلال الحياء.[37]

ينعت ليفيناس الآخر بنعوتات مختلفة، فالآخر هو الله ، اليتيم، الابن، الأرملة، لكن أهم تمظهر للآخر يكون في الأنثى، فالآخرية الخاصة تكون في الأنثوي وبهذا يكون الأنثوي هو التحديد الأول للآخر في فلسفة ليفيناس، فالأنثوي ليس صفة مضافة لموجود بشكل مسبق فهو الآخر الذي نلقاه في عالمنا. تجد الآخرية تعبيرها في الأنثوي.عندما أطرح أخرية الآخر كلغز وأعرفه عبر الحياء، لا أعني بذلك حرية مطابقة لحريتي  وعلى صراع معها. كما أنني لا أطرح بذلك موجودا آخر يكون أمامي. إنني ببساطة أقدم الآخرية. تماما كما مع الموت، لسنا هنا أمام موجود وإنما أماما حدث الآخرية. وليست الحرية هي التي تَسِمُ الآخر، لنستنتج منها في ما بعد الآخرية، بل الآخرية التي يحملها الآخر كماهية.[38]

أشرنا سابقا أن علاقة الأنا بالآخر هي علاقة انفصال، هذا الانفصال الذي يساعد على علاقة متوازنة تجعل الأنا أكثر مسؤولية اتجاه الآخر مما يعني أن العلاقة مع الآخر الأنثوي تحافظ على نفس البعد الايتيقي بسبب القدرة على الانسحاب داخل اللغز تحوا الأنثى دون تملكها.إن الآخر بما هو آخر ليس موضوعا يصبح ملكنا أو يصبح نحن، بل ينسحب داخل لغزه. لا يحال لغز الأنثوي –الأنثوي الآخر ماهويا- أيضا إلى فكرة رومنسية معينة عن المرأة الغامضة أو المجهولة.[39]

لا ينكر ليفياس  على الأنثى تعرضها للامتهان رغم  قدرتها على التواري وراء اللغز، لذلك يقول:"أقول ، إن حدث هذا، فلا أريد بذلك تجاهل المزاعم المشروعة للحركة النسوية التي تفترض كامل مكتسبات الحضارة. ما أقوله ببساطة إن هذا اللغز لا يجب أن يفهم بالمعنى الرقيق لأدب محدد، ففي الواقعية  الأشد خشونة والأكثر وقاحة وابتذالا لظهور الأنثوي لم يُلغَ لا لٌغزها ولا حياؤها. إن الامتهان ليس إنكارا للغز، وإنما واحدة من العلاقات الممكنة معه."[40]

6.الأنثى وفينومينولوجيا الوجه:

يعتبر الجسد من أكثر الموضوعات اهتماما داخل الحقل الفلسفي، وويفرض وجوده أكثر في المقاربة الفينومينولوحية للفيلسوف لليفيناس حول علاقة الأنا والآخر، ف يقول:" الجسد هو فعليا الطريقة التي عبرها يوجد الموجود بشكل منفصل."[41]

أصبحت لغة الجسد لغة التواصل بين الأنا والآخر في فلسفة ليفيناس وهي لغة مكشوفة تظهر صاحبها بسهولة تامة وتضعه وجه لوجه مع الآخر في علاقة معه لا يمكن الهروب منها، فيصير الآخر مرآة له. الأنا توجد في العالم من خلال الجسد  الذي له إمكانية الظهور والتموضع، في حين الآخر يوجد من خلال الوجه الذي من خاصيته التواري. الوجه في عريه كوجه يقدم لي فاقة الفقير و الغريب.[42]   وبهذا فالذكورة هي الأنا التي تمثل الجسد في مقابل الأنثى الآخر التي تمثل الوجه الذي له القدرة على التواري.

تحيلنا مقولة وجها لوجه الذي يتبنها ليفيناس إلى ما يعرف اليوم بلغة الجسد، وتختلف لغة الجسد عن لغة الألفاظ في كون صعوبة الاختباء وراء الجسد مقارنة مع سهولة التواري وراء الكلام، وكأن الجسد يفضح صاحبه بوضعه وجها لوجه في علاقة مباشرة مع الآخر. إذ اهتم ليفيناس بفينومينولوجيا الوجه،فهو يرى "إن ملاقاة  الإنسان الآخر تسمح  لي بأن أكتشف وجهه. والوجه هو هوية الكائن."[43] هذا الوجه الذي اعتبره إيمانويل ليفيناس مكان الدلالة بالذات.[44] فالوجه يؤدي وظيفة وجودية هامة،فحسب ليفيناس "اللامتناهي تقترب فكرته مني من خلال معنى الوجه".[45]وفكرة اللامتناهي تدل على علو ونبل وتعال.[46] هذا اللامتناهي يقترن بالموت ولذلك يقول ليفيناس:"أننا نلتقي بالموت في وجه الآخر."[47]

7.الأنثى والحب:

يعتبر موضوع الحب قديم التناول فلسفيا، وعن الحب يقول ليفيناس:" الحب ليس إمكانا ولا مبادرتنا ولا مسوغ له، الحب يجتاحنا ويجرحنا-ومع ذلك تنجو الأنا به.[48]  ليس أمام الأنا إنشاء علاقة مع الآخر الأنثى  إلا باحترام غيرية الأنثوي، فإنها علاقة ما تتورى إلى الأبد. العلاقة لا تقوم –بما هي كذلك- على إزالة أثر الآخرية وإنما تحفظها. والرغبة الحسية لا تنشأ إلا بين إثنين.[49]  تلك الرغبة التي تعرف بالايروس الذي يعرف على أنه عشق وهي رغبة في المحب، مقابل الصداقة، وبنحو أعم كل رغبة شديدة، وكل هوى.[50]

تتعزز الآخرية ضمن علاقة الحب بين الذكر بالأنثى وهي علاقة متعالية  عن أي انتهاك  للآخر بسبب الاغراءات الجنسية. لهذا السبب بحثنا عن هذه الآخرية داخل العلاقة الفريدة للإيروس. من المستحيل التعبير عن هذه العلاقة بمصطلحات القدرة. ولا ينبغي ذلك، هذا إن أردنا ألا نحرف معنى هذه الحالة.[51] ورغم القوة الضاغطة للحب  إلا أنه لايمكن لأي طرف أن يلغي الآخر بسبب الايتيقا المسؤولة.هنا، حيث كل الامكانات مستحيلة، هنا، حيث لا يمكننا الإمكان، هنا تبقى الذات ذاتا عبر الايروس. الحب ليس إمكانا ولا يعتمد على مبادرتنا، ولا مسوغ له، الحب يحتاجنا ويجرحنا- ومع ذلك، تنجو الأنا من خلاله.[52]

يحافظ ليفيناس على البعد الايتيقي  لعلاقة الذكر والانثى  باعتبارهما ذاتين منفصيلين لا يمكن للحب  ان يختزل الآخر في الأنا، بل الحب يدفع بالمحب إلى لحفاظ على محبوبه ويجعله مسؤول اتجاهه، كما أن الحب  يحافظ على  الحنسين معا ويحول دون تماهي الآخر في الأنا. والقول إن الثنائية الجنسية تفترض كلا، هذا يقودنا إلى طرح الحب كاندماج، بيد أن انفعال الحب يقوم في ثنائية لا يمكن دمجها. [53]

لا يمكن أن يستغل الايروس من اجل القدرة وتملك الأنثى فهذا يتنافى مع حقيقة الآخرية حسب ليفيناس، لذلك يجمل المسألة كالتالي:"ما إن نطرح الآخر كحرية وعبر مصطلحات النور حتى نرى أنفسنا مرغمين على الاعتراف بفشل التواصل.وهو فشل الحركة التي تنزع إلى إمساك أم تملك الحرية. لا يمكننا القبول بعملية تواصلية داخل الإيروس إلا عندما نظهر اختلافه عن التملك والقدرة. فهو ليس صراعا ولا اندماجا ولا معرفة. يجب الاعتراف  بمكانته الاستثنائية من بين العلاقات الأخرى. إنها العلاقة مع الآخرية- مع اللغز، أي، مع الآتي، ومع ما في العالم- حيث كل شيء هنا ليس هنا بتاتا. علاقة مع ما يمكنه أن لا يكون هنا عندما يكون كل شيء كذلك. هذا لا يعني أنه علاقة مع موجود ليس هنا، بل مع بعد الآخرية ذاته."[54]

8.خاتمة:

لقد أحدث ليفيناس من خلال طروحاته الفينومينولوجية المنطلقة من نسقه الايتيقي  نقلة نوعية في مسار الفكر الغربي المعاصر، فقد تناول علاقة الأنا والآخر بشكل يقيض الفلسفات السابقة التي نظرت إلى الآخر نظرة عدائية فحالت دون تحقق السلام في حياة الإنسان المعاصر، في حين أن هناك إمكانية كبيرة لإيجاد العلاقة مع الآخر  على الحوار والنزوع نحو الصداقة بدل من العداوة. ورأى الأخرية تبرز بشدة في الأنثى التي تستحق الاحترام والتعامل معها من منطلق المسؤولية الأخلاقية التي لا تتجرأ على انتهاك حريتها  انطلاقا من منطق أنها جنس أضعف من الذكورة، فتواريها وراء لغز الغيرية  والاختباء خلف الحياء يصعب محاولة استضعافها . ويبقى الحب  هو الكفيل لاستيعاب العلاقة مع الآخر  الأنثوي.

9.قائمة المصادر والمراجع:

1.9باللغة العربية:

1.إبراهيم زكريا،مشكلة الحب،  دار مصر للطباعة، مصر،ط2،(د.ت)

2.أبو حاقة أحمد، معجم النفائس الوسيط، دار النفائس، لبنان، (د، ط)، (د.ت)

3.إدريس سهيل، المنهل، دار الآداب، لبنان،ط34،2005

4،إيمانويل ليفيناس، الزمان والآخر،ت: جلال بدلة،معابر للنشر والتوزيع،دمشق، سوريا، ط1،2014

5.بدوي  عبد الرحمن، موسوعة الفلسفة، ج1،المؤسسة العربية للدراسات والنشر،ىبيروت، لبنان،ط1،1984

6.التهانوي محمد علي، موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، ج1، تر: عبد الله الخالدي، مكتبة لبنان، لبنان، ط1، 1996

7.رجب محمود، المرأة والفلسفة، حوليات كلية الآداب، الحولية الثانية، جامعة الكويت، الكويت،(د.ط)،1981

8.زيادة معن وآخرون، الموسوعة الفلسفية العربية، مج 1،معهد الإنماء العربي، ط1،1986

9.الطاهر لبيب، صورة الآخر العربي الناظر والمنظور إليه، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، لبنان،(د.ط)، 1999

10.كثير إدريس، الخطابي عزالدين، مدخل إلى فلسفة إيمانويل ليفيناس، منشورات الإختلاف، الصخيرات، المغرب، ط1، 2003

11.لالاند، موسوعة لالاند الفلسفية، ج1، تر: خليل حمد خليل، منشورات عويدات، بيروت، لبنان، ط1، 2001

12.معلوف لويس، المنجد في اللغة والإعلام، دار الشرق والمكتبة الشرقية، بيروت، لبنان،ط 31،1999

2.9باللغة الأجنبية:

.1Emmanuel Lévinas, Totalitéetinfini ,Essailextériorité ,KluwerAcademic,paris,1996

.2Emmanuel Lévinas ethique et infini,biblio essais,paris,2002

.3 Emmanuel Lévinas,de dieu qui vient à l’idée, ,librairie Philosophique j,Vrin, , paris,2000

.4Emmanuel Lévinas,Dieu- la mort et le temps , biblio essais,paris,1995

.5Emmanuel Lévinas,Difficile liberté,Essai sur le judaisme,Albin Michel,1997

.6Emmanuel Lévinas,en découvrant lexistence avec Husserl et heidegger,librairie Philosophique j,Vrin, paris,2001,

.7Emmanuel Lévinas,Humanisme de lautre homme,Fata Morgana,1972

.8Emmanuel Lévinas،Entre nous ,Essais sur le penser-a-l autre,Grasset,paris,1991,

.9Kearney Richard,de la phénoménologie à l’éthique,entretien avec Emmanuel levinas,esprit,paris

 [1]  زيادة معن وآخرون، الموسوعة الفلسفية العربية، مج 1،معهد الإنماء العربي، ط1،1986، ص 13

[2]  الطاهر لبيب، صورة الآخر العربي الناظر والمنظور إليه، مركز دراسات  الوحدة العربية، بيروت، لبنان، دون ط، 1999، ص 54

 زيادة معن، الموسوعة الفلسفية العربية، ص13[3]

[4]  بدوي  عبد الرحمن، موسوعة الفلسفة،ج1،المؤسسة العربية للدراسات والنشر،ىبيروت، لبنان،ط1،1984، ص13

[5]  رجب محمود، المرأة والفلسفة، حوليات كلية الآداب، الحولية الثانية، جامعة الكويت، الكويت،(د.ط)،1981،ص7

[6]  معلوف لويس، المنجد في اللغة والإعلام، دار الشرق والمكتبة الشرقية، بيروت، لبنان،ط 31،1999، ص 05

[7]  المرجع  نفسه، ص 19

[8]  التهانوي محمد علي، موسوعةكشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، ج1، تر: عبد الله الخالدي، مكتبة لبنان، لبنان، ط1، 1996، ص71

[9]  أبو حاقة أحمد، معجم النفائس الوسيط، دار النفائس، لبنان، (د، ط)، (د.ت) ص 19

[10]  المرجع السابق،ص 09

[11]  إدريس سهيل، المنهل، دار الآداب، لبنان،ط34،2005، ص114

[12] ابراهيم زكريا، مشكلة الحب، دار مصر للطباعة، مصر، ط2، (د.ت) ، ص 185

[13] Emmanuel Lévinas, Totalité et infini,Essai sur lextériorité,KluwerAcademic paris,1996,p281

[14]  إيمانويل ليفيناس، الزمان والآخر، ت: جلال بدلة، معابر للنشر والتوزيع، دمشق، سوريا،ط1، 2014. ص 09

[15] المصدر السابق. ص 11

[16]   المصدر نفسه. ص 13

[17]  المصدر نفسه. ص 10

[18]  المصدر نفسه. ص 14

[19]  المصدر السابق، الصفحة نفسها

[20] Emmanuel Lévinas,de dieu qui vient à l’idée, ,librairie Philosophique j,Vrin, , paris,2000

،,p192

[21] Kearney Richard,de la phénoménologie à l’éthique,entretien avec Emmanuel levinas,esprit,paris,p122

[22] Emmanuel Lévinas,Difficile liberté,Essai sur le judaisme,Albin Michel,paris,1997,p19-20

[23]  إيمانويل ليفيناس، الزمان والآخر، ص15

[24] Emmanuel Lévinas, Totalité et infini,Essai sur lextériori,p23

[25]  إيمانويل ليفيناس، الزمان والآخر،ص15

[26]ibid, ,p180-181

[27] Emmanuel Lévinas,Humanisme de lautre homme,Fata Morgana,، Montpellier,1972,p52

[28],ibid,p49

[29] Emmanuel Lévinas,en découvrant lexistence avec Husserl et heidegger,librairie Philosophique j,Vrin,2001,p172

[30]  إيمانويل ليفيناس، الزمان والآخر، ص 95

 المصدر نفسه، الصفحة نفسها[31]

[32]  المصدر السابق، ص 96

[33] المصدر نفسه، الصفحة نفسها

[34]  المصدر نفسه. ص،ص، 97، 98

[35]  المصدر نفسه ص93

[36]  المصدر السابق، ص 99

 المصدر نفسه. الصفحة نفسها[37]

[38]  المصدر نفسه،ص 98

[39]  المصدر السابق، ص 96

 المصدر نفسه،ص 97[40]

[41] Emmanuel Lévinas, Totalité et infini,Essai sur lextériorité, ,p182

[42]ibid, p234

[43] Emmanuel Lévinas،Entre nous ,Essais sur le penser-a-l autre,Grasset,paris,1991,p46

[44]  كثير إدريس، الخطابي عزالدين، مدخل إلى فلسفة إيمانويل ليفيناس، منشورات الإختلاف، الصخيرات، المغرب، ط1، 2003، ص33

[45]Emmanuel Lévinas ethique et infini, p101

[46] Emmanuel Lévinas, Totalité et infini, , p84

[47] Emmanuel Lévinas, la mort et le temps,p121

[48] إيمانويل ليفيناس، الزمان والآخر، ص 100

[49] المصدر نفسه، ص 96

[50]  لالاند، موسوعة لالاند الفلسفية، ج1، تر: خليل حمد خليل، منشورات عويدات، بيروت، لبنان، ط1، 2001، ص 360

[51]  إيمانويل ليفيناس، الزمان والآخر، ص،ص، 98، 99

[52]  المصدر نفسه، ص،ص، 99،100

المصدر نفسه، ص  96 [53]

[54]المصدر نفسه، ص،ص، 99،100

مقالات ذات صلة

Search